عليهن إذا كلمت الناس , فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ".
فيه القسم على الشّيء لإرادة تأكيده للسّامع، وفي قوله " ولقد رأيته أوّل يوم وضع، وأوّل يوم جلس عليه " زيادة على السّؤال، لكنّ فائدته إعلامهم بقوّة معرفته بما سألوه عنه، وللبخاري أنّ سهلاً قال: ما بقي أحد أعلم به منّي.
وفي رواية سفيان عن أبي حازم عن سهل عند البخاري " من أثل الغابة " , ولا مغايرة بينهما فإنّ الأثل هو الطّرفاء , وقيل: يشبه الطّرفاء وهو أعظم منه.
والغابة: بالمعجمة وتخفيف الموحّدة موضع من عوالي المدينة جهة الشّام، وهي اسم قرية بالبحرين أيضاً، وأصلها كلّ شجر ملتفّ.
وقوله " إلى فلانة امرأة من الأنصار " في رواية أبي غسّان عن أبي حازم عند البخاري في الهبة " امرأة من المهاجرين "، وهو وهْمٌ من أبي غسّان , لإطباق أصحاب أبي حازم على قولهم " من الأنصار "، وكذا قال أيمن عن جابر كما في البخاري.
ويحتمل: أن تكون أنصارية حالفت مهاجرياً وتزوجت به أو بالعكس.
وقد ساقه ابن بطال في هذا الموضع بلفظ " امرأة من الأنصار " والذي في النسخ التي وقفت عليها من البخاري ما وصفته.
قوله:(في أصل المنبر) أي: على الأرض إلى جنب الدّرجة السّفلى منه.