للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقتصر على ذكر الغرّة وهي مؤنّثة دون التّحجيل وهو مذكّر , لأنّ محلّ الغرّة أشرف أعضاء الوضوء، وأوّل ما يقع عليه النّظر من الإنسان. على أنّ في رواية مسلم من طريق عمارة بن غزيّة ذكر الأمرين، ولفظه " فليطل غرّته وتحجيله ".

وقال ابن بطّال: كنّى أبو هريرة بالغرّة عن التّحجيل , لأنّ الوجه لا سبيل إلى الزّيادة في غسله.

وفيما قال نظرٌ. لأنّه يستلزم قلب اللّغة، وما نفاه ممنوع لأنّ الإطالة ممكنة في الوجه بأن يغسل إلى صفحة العنق مثلاً.

ونقل الرّافعيّ عن بعضهم , أنّ الغرّة تطلق على كلّ من الغرّة والتّحجيل.

ثمّ إنّ ظاهره أنّه بقيّة الحديث، لكن رواه أحمد من طريق فليح عن نعيمٍ. وفي آخره: قال نعيم: لا أدري قوله من استطاع .. إلخ. من قول النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , أو من قول أبي هريرة.

ولَم أر هذه الجملة في رواية أحدٍ ممّن روى هذا الحديث من الصّحابة - وهم عشرة - ولا ممّن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيمٍ هذه (١). والله أعلم


(١) أخرج الإمام أحمد (٨٧٤١) وأبو يعلى في " مسنده " (٦٤١٠) وابن الأعرابي في " معجمه " (٤٦٧) من طريق ليث بن أبي سليم عن كعب (زاد ابن الأعرابي: أبي سعية) عن أبي هريرة. وليث ضعيف. وكعب مجهول. وقيل: عن ليث عن طاوس عن أبي هريرة. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (١٩٧٥).
ولابن شاهين في " فضائل الأعمال " (٢٦) من طريق ياسين بن معاذ الزيات عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثله. وياسين منكر الحديث. كما قال البخاري وغيره. وله طريق أخرى عند أبي نعيم في " الحلية " (٧/ ٢٠٦). وسنده منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>