ناصيته , وعن الأصمعيّ: حمرةٌ يعلوها سوادٌ , وقيل: صفرةٌ , وقيل: سوادٌ مع لونٍ آخر. وقال بن قتيبة: لونٌ يخالف لون الوجه.
وكلّها متقاربةٌ. وحاصلها أنّ بوجهها موضعاً على غير لونه الأصليّ , وكأنّ الاختلاف بحسب اللون الأصليّ , فإن كان أحمر فالسّفعة سوادٌ صرفٌ , وإن كان أبيض فالسّفعة صفرةٌ , وإن كان أسمر فالسّفعة حمرةٌ يعلوها سوادٌ.
وذكر صاحب البارع في اللّغة (١): أنّ السّفع سواد الخدّين من المرأة الشّاحبة , والشّحوب بمعجمةٍ ثمّ مهملةٍ تغيّر اللون بهزالٍ أو غيره. ومنه سفعاء الخدّين , وتطلق السّفعة على العلامة. ومنه بوجهها سفعة غضبٍ , وهو راجعٌ إلى تغيّر اللون , وأصل السّفع الأخذ بقهرٍ ومنه قوله تعالى (لنسفعاً بالنّاصية).
ويقال: إنّ أصل السّفع الأخذ بالنّاصية , ثمّ استعمل في غيرها , وقيل: في تفسيرها لنعلمنّه بعلامة أهل النّار من سواد الوجه ونحوه.
قوله:(وقال: يا معشر النّساء , تصدّقن ... الخ) في رواية لهما " فقال (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) الآية، ثم قال حين فرغ منها: آنتن على ذلك؟ قالت امرأة واحدة منهن، لَم يجبه غيرها: نعم. زاد مسلمٌ: يا نبيّ الله.
(١) هو أبو علي القالي. إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون البغدادي اللغوي. ولد بقليقلا من ديار بكر سنة ٢٨٠. وتوفي بقرطبة سنة ٣٥٦.