كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري

باب صلاة العيدين - الحديث المائة - ج: 3 - ص: 309

لا يغتفر في الابتداء، ونحوه قول أمّ زرع " أناسَ مِن حُليٍّ أُذُنَيَّ " (١) ولا حجّة فيه لِمَا ذكرنا.

وقال ابن القيّم: كره الجمهور ثقب أذن الصّبيّ , ورخّص بعضهم في الأنثى.

قلت: وجاء الجواز في الأنثى عن أحمد للزّينة، والكراهة للصّبيّ.

قال الغزاليّ في " الإحياء ": يحرم ثقب أذن المرأة , ويحرم الاستئجار عليه إلاَّ إن ثبت فيه شيء من جهة الشّرع.

قلت: جاء عن ابن عبّاس فيما أخرجه الطّبرانيّ في " الأوسط ": سبعة في الصّبيّ من السّنّة. فذكر السّابع منها. وثقب أذنه. وهو يَستدرك على قول بعض الشّارحين: لا مستند لأصحابنا في قولهم: إنّه سنّة.

قوله: (وخواتيمهنّ) تقدّم قبل قليل.

وفي هذا الحديث من الفوائد.

استحباب وعظ النّساء وتعليمهنّ أحكام الإسلام وتذكيرهنّ بما يجب عليهنّ، ويستحبّ حثّهنّ على الصّدقة وتخصيصهنّ بذلك في

---

(١) أخرجه البخاري (٤٨٩٣) ومسلم (٢٤٤٨) من حديث عائشة ضمن حديث طويل مشهور.
قال النووي في " شرح مسلم " (١٥/ ٢١٧): قولها (أَنَاسَ من حُليٍّ أذنيَّ) هو بتشديد الياء من أذني على التثنية , والْحُلي بضم الحاء وكسرها لغتان مشهورتان , والنوس بالنون والسين المهملة الحركة من كل شئ متدلٍّ يقال منه ناس ينوس نوساً وأناسه غيره أناسة. ومعناه حلاَّني قرطة وشنوفاً فهي تنوس. أي: تتحرك لكثرتها. انتهى