للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد الجهر فيها عن عليٍ مرفوعاً وموقوفاً. أخرجه ابن خزيمة وغيره. وقال به صاحبا أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدّثي الشّافعيّة وابن العربيّ من المالكيّة.

القول الثاني: قال الطّبريّ: يخيّر بين الجهر والإسرار.

القول الثالث: قال الأئمّة الثّلاثة: يسرّ في الشّمس , ويجهر في القمر.

واحتجّ الشّافعيّ بقول ابن عبّاس " قرأ نحواً من سورة البقرة " (١) , لأنّه لو جهر لَم يحتج إلى تقدير.

وتعقّب: باحتمال أن يكون بعيداً منه، لكن ذكر الشّافعيّ تعليقاً عن ابن عبّاس , أنّه صلَّى بجنب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف , فلم يسمع منه حرفاً، ووصله البيهقيّ من ثلاثة طرق أسانيدها واهية.

وعلى تقدير صحّتها فمُثبت الجهر معه قدر زائدة فالأخذ به أولى، وإن ثبت العدد. فيكون فعل ذلك لبيان الجواز.

وهكذا الجواب عن حديث سمرة عند ابن خزيمة والتّرمذيّ " لَم يسمع له صوتاً " وأنّه إن ثبت لا يدلّ على نفي الجهر.

قال ابن العربيّ: الجهر عندي أولى , لأنّها صلاة جامعة ينادى لها ويخطب فأشبهت العيد والاستسقاء، والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥١٩٧) قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه، فقام قياماً طويلاً نحواً من سورة البقرة، ثم ركع. الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>