للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّداء، وهو ظاهر كلام الشّافعيّ، ووقع في كلام كثير من الشّافعيّة , أنّه يحوّله حال الاستقبال.

والفرق بين تحويل الظّهر والاستقبال , أنّه في ابتداء التّحويل وأوسطه يكون منحرفاً حتّى يبلغ الانحراف غايته فيصير مستقبلاً.

والجمع بينه وبين حديث أنس (١) من جهة أنّ الخطيب من شأنه أن يستدبر القبلة، وأنّه لَم ينقل أنّه - صلى الله عليه وسلم - لَمّا دعا في المرّتين استدار.

أنّ القصّة التي في حديث أنس كانت في خطبة الجمعة بالمسجد. والقصّة التي في حديث عبد الله بن زيد كانت بالمصلى.

وقد ورد في استقبال القبلة في الدّعاء من فعل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عدّة أحاديث:

منها حديث عمر , كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه كدويّ النّحل، فأنزل الله عليه يوماً، ثمّ سُرِّي عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه ودعا. الحديث. أخرجه التّرمذيّ واللفظ له , والنّسائيّ والحاكم.

ولمسلمٍ والتّرمذيّ من حديث ابن عبّاس عن عمر: لَمّا كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين فاستقبل القبلة ثمّ مدّ يديه , فجعل يهتف بربّه. الحديث.

وفي حديث ابن مسعود: استقبل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - الكعبة فدعا على نفر من قريش .. الحديث " متّفق عليه، وفي حديث عبد الرّحمن بن طارق


(١) أي: حديث أنس الآتي بعد هذا في العمدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>