في الطّريقين اللذين ساقهما لفظ القلب، وكأنّه أراد أنّهما بمعنىً واحد. انتهى.
ولَم تتّفق الرّواة في الطّريق الثّانية على لفظ القلب، فإنّ رواية أبي ذرّ " حوّل " وكذا هو في أوّل حديث في الاستسقاء، وكذلك أخرجه مسلم من طريق مالك عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد عن عمه.
وقد وقع بيان المراد من ذلك عند البخاري. فقال: قال: سفيان عن المسعوديّ عن أبي بكر بن محمّد، ولفظه " قلب رداءه جعل اليمين على الشّمال " , وزاد فيه ابن ماجه وابن خزيمة من هذا الوجه " والشّمال على اليمين " , والمسعوديّ ليس من شرط الكتاب , وإنّما ذكر زيادته استطراداً، وهو متصل بالإسناد الأول.
ووهم من زعم أنّه معلَّق كالمزّيّ , حيث علَّم على المسعوديّ في التّهذيب علامة التّعليق.
وزعم ابن القطّان أيضاً: أنّه لا يدري عمّن أخذ أبو بكر هذه الزّيادة. انتهى
وقد بيّن ذلك ما أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة من طريق سفيان بن عيينة. وفيه بيان كون أبي بكر رواها عن عبّاد بن تميم عن عمّه، وكذا أخرجه الحميديّ في " مسنده " عن سفيان بن عيينة مبيّناً.
وله شاهد أخرجه أبو داود من طريق الزّبيديّ عن الزّهريّ عن