فعلى هذا فمعنى بشق هنا ضعف عن السّفر وعجز عنه كضعف الباشق وعجزه عن الصّيد , لأنّه ينفّر الصّيد ولا يصيد.
وقال أبو موسى في " ذيل الغريبين ": الباشق طائر معروف، فلو اشتقّ منه فعل فقيل بشق لَمَا امتنع، قال: ويقال بشق الثّوب وبشكه قطعه في خفّة، فعلى هذا يكون معنى بشق , أي: قطع به من السّير، انتهى كلامه.
قوله:(فادع الله يمسكها) يجوز في يمسكها الضّمّ والسّكون، وللكشميهنيّ هنا " أن يمسكها " والضّمير يعود على الأمطار أو على السّحاب أو على السّماء، والعرب تطلق على المطر سماء.
ووقع في رواية سعيد عن شريك " أن يمسك عنّا الماء " , وفي رواية أحمد من طريق ثابت " أن يرفعها عنّا ".
وفي رواية قتادة عند البخاري " فادع ربّك أن يحبسها عنّا فضحك " , وفي رواية ثابت " فتبسّم " , زاد في رواية حميدٍ " لسرعة ملال ابن آدم ".
قوله:(اللهمّ حوالينا) بفتح اللام , وفيه حذف تقديره. اجعل أو أمطر، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدّور.
قوله:(ولا علينا) فيه بيان للمراد بقوله " حوالينا " , لأنّها تشمل الطّرق التي حولهم , فأراد إخراجها بقوله " ولا علينا ".
قال الطّيبيّ: في إدخال الواو هنا معنىً لطيف، وذلك أنّه لو أسقطها لكان مستسقياً للآكام وما معها فقط، ودخول الواو يقتضي