المطر، ونحن نرى كثيراً من السّنين ينقضي رمضان دون مطر مع اعتقادنا أنّه لا يخلو رمضان من ليلة القدر.
قال: ومع ذلك فلا نعتقد أنّ ليلة القدر لا ينالها إلاَّ من رأى الخوارق، بل فضل الله واسع , وربّ قائمٍ تلك الليلة لَم يحصل منها إلاَّ على العبادة من غير رؤية خارق، وآخر رأى الخارق من غير عبادة، والذي حصل على العبادة أفضل، والعبرة إنّما هي بالاستقامة فإنّها تسحيل أن تكون إلاَّ كرامة، بخلاف الخارق فقد يقع كرامة وقد يقع فتنة والله أعلم.
وفي هذه الأحاديث ردّ لقول أبي الحسن الحولي (١) المغربيّ: أنّه اعتبر ليلة القدر فلم تفُتْه طول عمره , وأنّها تكون دائماً ليلة الأحد، فإن كان أوّل الشّهر ليلة الأحد كانت ليلة تسع وعشرين وهلُمَّ جرّاً، ولزم من ذلك أن تكون في ليلتين من العشر الوسط لضرورة أنّ أوتار العشر خمسة.
وعارضه بعض من تأخّر عنه , فقال: إنّها تكون دائماً ليلة الجمعة , وذكر نحو قول أبي الحسن.
وكلاهما لا أصل له، بل هو مخالف لإجماع الصّحابة في عهد عمر كما تقدّم، وهذا كافٍ في الرّدّ. وبالله التّوفيق.
(١) كذا في المطبوع (الحولي) ويحتمل أنه مصحَّف , وقد نقَلَ بعضُ فقهاء الشافعية هذا القولَ عن أبي الحسن البكري. لكن البكريَّ مصريٌّ. وهذا نسَبَه الشارحُ مغربيَّا. والله أعلم.