فإمّا أن يُحمل على التّعدّد بأن تكون الرّؤيا في حديث أبي هريرة مناماً فيكون سبب النّسيان الإيقاظ، وأن تكون الرّؤية في حديث غيره في اليقظة فيكون سبب النّسيان ما ذكر من المخاصمة.
أو يُحمل: على اتّحاد القصّة , ويكون النّسيان وقع مرّتين عن سببين.
ويحتمل: أن يكون المعنى أيقظني بعض أهلي فسمعت تلاحي الرّجلين فقمت لأحجز بينهما فنسيتها للاشتغال بهما.
وقد روى عبد الرّزّاق من مرسل سعيد بن المسيّب , أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أخبركم بليلة القدر؟ قالوا: بلى. فسكت ساعةً , ثمّ قال: لقد قلت لكم وأنا أعلمها , ثمّ أنسيتها " فلم يذكر سبب النّسيان، وهو ممّا يقوّي الحمل على التّعدّد.
قوله: (وقد رأيتني أسجد) في رواية الكشميهنيّ " أن أسجد ".
قوله: (قزعة) بفتح القاف والزّاي. أي: قطعةٌ من سحابٍ رقيقةٌ.
قوله: (فمطرت) بفتحتين، وللبخاري من وجهٍ آخر " فاستهلت السّماء فأمطرت "
قوله: (وكان المسجد على عريشٍ) أي: مثل العريش وإلا فالعريش هو نفس سقفه، والمراد أنّه كان مظللاً بالجريد والخوص، ولَم يكن محكم البناء بحيث يكفّ من المطر الكثير.
قوله: (فوكف المسجد) أي: قطّر الماء من سقفه، وللبخاري " وما نرى في السماء قزعة , فجاءت سحابة فمطرت. حتى سال سقف