وروى مالك في " الموطّإ " عن يحيى بن سعيد عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير , أنّه رأى رجلاً متجرّداً بالعراق فسأل عنه , فقالوا: إنّه أمر بهديه أن يقلد , قال ربيعة: فلقيت عبد الله بن الزّبير فذكرت له ذلك فقال: بدعةٌ وربّ الكعبة.
ورواه ابن أبي شيبة عن الثّقفيّ عن يحيى بن سعيد أخبرني محمّد بن إبراهيم , أنّ ربيعة أخبره , أنّه رأى ابن عبّاس - وهو أمير على البصرة في زمان عليّ - مُتجرّداً على منبر البصرة. فذكره. فعرف بهذا اسم المبهم في رواية مالك.
قال ابن التّين: خالف ابن عبّاس في هذا جميع الفقهاء , واحتجّت عائشة بفعل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وما روته في ذلك يجب أن يصار إليه , ولعل ابن عبّاس رجع عنه. انتهى.
وفيه قصور شديد. فإنّ ابن عبّاس لَم ينفرد بذلك , بل ثبت ذلك عن جماعة من الصّحابة.
منهم ابن عمر. رواه ابن أبي شيبة عن ابن عليّة عن أيّوب، وابن المنذر من طريق ابن جريج كلاهما عن نافع , أنّ ابن عمر كان إذا بعث بالهدي , يُمسك عمّا يُمسك عنه المُحرم إلاَّ أنّه لا يلبّي.
ومنهم قيس بن سعد بن عبادة. أخرج سعيد بن منصور من طريق سعيد بن المسيّب عنه نحو ذلك.
وروى ابن أبي شيبة من طريق محمّد بن عليّ بن الحسين عن عمر