للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإقامة، والعَشاء بينهما.

وفي حديث ابن مسعود: مشروعيّة الأذان والإقامة لكلّ من الصّلاتين إذا جمع بينهما.

قال ابن حزم: لَم نجده مرويّاً عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , ولو ثبت عنه لقلت به. ثمّ أخرج من طريق عبد الرّزّاق عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي إسحاق في هذا الحديث: قال أبو إسحاق: فذكرته لأبي جعفر محمّد بن عليّ. فقال: أمّا نحن أهل البيت فهكذا نصنع.

قال ابن حزم: وقد روي عن عمر من فعله.

قلت: أخرجه الطّحاويّ بإسناد صحيح عنه.

ثمّ تأوّله بأنّه محمول على أنّ أصحابه تفرّقوا عنه فأذّن لهم ليجتمعوا ليجمع بهم , ولا يخفى تكلّفه , ولو تأتّي له ذلك في حقّ عمر - لكونه كان الإمام الذي يقيم للنّاس حجّهم - لَم يتأتّ له في حقّ ابن مسعود , لأنّه إن كان معه ناس من أصحابه لا يحتاج في جمعهم إلى من يؤذّن لهم , وقد أخذ بظاهره مالك. وهو اختيار البخاريّ.

وروى ابن عبد البرّ عن أحمد بن خالد (١) , أنّه كان يتعجّب من


(١) ابن يزيد بن محمد بن سالم بن سليمان , يُعرف بابن الجبَّاب بباءين بموحدة من أسفل , كان يبيع الجباب. يكني أبا عمر. قرطبي. كان بالأندلس إمامَ وقته غير مدافع في الفقه والحديث والعبادة ضابطاً متقناً خيراً فاضلاً ورعاً منقبضاً متقشفاً جمع علوماً جمة حافظاً عالماً.
قال أبو عمر بن عبد البر: لَم يكن بالأندلس أفقه منه ومن قاسم بن محمد بن قاسم.
انتهى من الديباج المذهّب لابن فرحون.

<<  <  ج: ص:  >  >>