للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (جاءتني بريرة) هي بفتح الموحّدة بوزن فعيلة، مشتقّة من البرير وهو ثمر الأراك.

وقيل: إنّها فعيلة من البرّ بمعنى مفعولة كمبرورةٍ، أو بمعنى فاعلة كرحيمةٍ، هكذا وجّهه القرطبيّ.

والأوّل أولى , لأنّه - صلى الله عليه وسلم - غيّر اسم جويرية. وكان اسمها برّة (١). وقال: لا تزكّوا أنفسكم. (٢) فلو كانت بريرة من البرّ لشاركتها في ذلك.

وكانت بريرة لناسٍ من الأنصار كما وقع عند أبي نعيم، وقيل: لناسٍ من بني هلال. قاله ابن عبد البرّ، ويمكن الجمع.

وكانت تخدم عائشة قبل أن تعتق كما في حديث الإفك، وعاشت إلى خلافة معاوية، وتفرّست في عبد الملك بن مروان أنّه يلي الخلافة فبشّرته بذلك. وروى هو ذلك عنها (٣).


(١) أخرجه مسلم (٢١٤٠) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -. وقوله (لا تزكوا أنفسكم) قاله في بنت زينب كما سيأتي.
(٢) أخرجه مسلم (٢١٤٢) من حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها.
(٣) أخرج الطبراني في " الكبير " (٢٤/ ٢٠٥) وأبونعيم في " المعرفة " (٧٥٣٨) من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد حدثني أبي أن عبد الملك بن مروان حدثهم، قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أنْ أَلِي هذا الأمر. فكانت تقول: يا عبد الملك. إني لأرى فيك خصالاً لخليق أن تلي هذه الأمة. فإن وليته فاحذر الدماء , فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه مِن مسلم بغير حق.
قال الهيثمي في " المجمع " (٣/ ٢٩٨): وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد. وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>