قوله:(كاتبت أهلي على تسع أواقٍ) وللبخاري معلقاً. وقال الليث عن يونس عن ابن شهابٍ، قال عروة: قالت عائشة: وعليها خمسة أواقٍ نجّمت عليها في خمس سنين .. " (١).
وقد وقع في هذه الرّواية المعلَّقة مخالفة للرّوايات , فالمشهور ما في رواية هشام بن عروة عن أبيه " أنّها كاتبت على تسع أواقٍ في كلّ عام أوقيّة " وكذا في رواية ابن وهب عن يونس عند مسلم.
وقد جزم الإسماعيليّ , بأنّ الرّواية المعلَّقة غلطٌ.
ويمكن الجمع: بأنّ التّسع أصلٌ , والخمس كانت بقيت عليها، وبهذا جزم القرطبيّ والمحبّ الطّبريّ.
ويعكّر عليه قوله في رواية قتيبة عن الليث عند البخاري " ولَم تكن أدّت من كتابتها شيئاً ".
ويجاب: بأنّها كانت حصلت الأربع أواقٍ قبل أن تستعين عائشة، ثمّ جاءتها وقد بقي عليها خمس.
(١) قال الحافظ في " الفتح " (٥/ ٢٣٠): وصله الذهلي في الزهريات عن أبي صالح كاتب الليث عن الليث , والمحفوظ رواية الليث له عن ابن شهاب نفسه بغير واسطة , وأخرجه البخاري ومسلم كلاهما عن قتيبة عن الليث , وكذلك أخرجه النسائي والطحاوي وغيرهما من طريق ابن وهب عن رجالٍ من أهل العلم. منهم يونس والليث كلهم عن ابن شهاب , وهذا هو المحفوظ أنَّ يونس رفيق الليث فيه لا شيخه , ووقع التصريح بسماع الليث له من ابن شهاب عند أبي عوانة من طريق مروان بن محمد , وعند النسائي من طريق ابن وهب كلاهما عن الليث. انتهى