للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك وغيره عن هشام الأوّل.

قوله: (فقلت: إنْ أحبّ أهلكِ أنْ أعدّها لهم، ويكون ولاؤكِ لي فعلتُ) كذا في هذه الرّواية، وهي نظير رواية الليث عن ابن شهاب في الصحيحين " ارجعي إلى أهلك. فإن أحبّوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت " وظاهره أنّ عائشة طلبت أن يكون الولاء لها إذا بذلت جميع مال المكاتبة. ولَم يقع ذلك إذ لو وقع ذلك لكان اللوم على عائشة بطلبها ولاء من أعتقها غيرها.

وقد رواه أبو أسامة عن هشام بلفظٍ يزيل الإشكال , فقال بعد قوله " أن أعدّها لهم عدّةً واحدةً: وأعتقك ويكون ولاؤك لي فعلت ". وكذلك رواه وهيب عن هشام.

فعرف بذلك أنّها أرادت أن تشتريها شراء صحيحاً ثمّ تعتقها إذ العتق فرع ثبوت الملك، ويؤيّده قوله في بقيّة حديث الليث عن الزّهريّ " فقال - صلى الله عليه وسلم -: ابتاعي فأعتقي " وهو يفسّر قوله في رواية مالك عن هشام " خذيها ".

ويوضّح ذلك أيضاً قوله في طريق أيمن عن عائشة عند البحاري: دخلت على بريرة وهي مكاتبة , فقالت: اشتريني وأعتقيني، قالت: نعم. وقوله في حديث ابن عمر عند البخاري أيضاً " أرادت عائشة أن تشتري جاريةً فتعتقها ".

وبهذا يتّجه الإنكار على موالي بريرة، إذ وافقوا عائشة على بيعها , ثمّ أرادوا أن يشترطوا أن يكون الولاء لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>