ويؤيّده قوله في رواية أيمن المذكورة " قالت: لا تبيعوني حتّى تشترطوا ولائي " , وفي رواية الأسود في البخاري عن عائشة " اشتريت بريرة لأعتقها، فاشترط أهلُها ولاءَها " , وفي الصحيحين من طريق القاسم عن عائشة , أنّها أرادت أن تشتري بريرة , وأنّهم اشترطوا ولاءها.
والمراد بالأهل هنا السّادة، والأهل في الأصل الآل، وفي الشّرع من تلزم نفقته على الأصحّ عند الشّافعيّة.
قوله:(فذهبت بريرة إلى أهلها، فقالت: لهم، فأبوا عليها) في رواية الليث " فأبوا , وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل , ويكون ولاؤك لنا.
هو من الحسبة بكسر المهملة. أي: تحتسب الأجر عند الله , ولا يكون لها ولاءٌ.
قوله:(فجاءت من عندهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ، فقالت: إني عرضت ذلك عليهم , فأبوا إلَّا أن يكون لهم الولاء، فسمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -) في رواية الليث " فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وفي رواية هشام " فسمع بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألني فأخبرته ".
وفي رواية أيمن عند البخاري " فسمع بذلك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أو بلغه " زاد البخاري من هذا الوجه فقال: ما شأن بريرة؟.
ولمسلمٍ من رواية أبي أسامة، ولابن خزيمة من رواية حمّاد بن سلمة كلاهما عن هشام " فجاءتني بريرة والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - جالس , فقالت