ويمكن الجمع بين الرّوايتين: بأن يكون ذلك وقع له مرّتين مرّة عام الفتح ومرّة عام حجّة الوداع.
ففي الأولى. لَم يكن له وارث من الأولاد أصلاً.
وفي الثّانية. كانت له ابنة فقط، فالله أعلم.
وقوله " وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها " يحتمل: أن تكون الجملة حالاً من الفاعل أو من المفعول.
وكلٌ منهما محتمل، لأنّ كلاً من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومن سعد كان يكره ذلك، لكن إن كان حالاً من المفعول وهو سعد , ففيه التفات , لأنّ السّياق يقتضي أن يقول:" وأنا أكره ".
وقد أخرجه مسلم من طريق حميد بن عبد الرّحمن عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد بلفظ: فقال: يا رسولَ الله خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها , كما مات سعد بن خولة.
وللنّسائيّ من طريق جرير بن يزيد عن عامر بن سعد " لكن البائس سعد بن خولة مات في الأرض التي هاجر منها " وله من طريق بكيرٍ بن مسمار عن عامر بن سعد في هذا الحديث " فقال سعد: يا رسولَ الله أموت بالأرض التي هاجرت منها؟ قال: لا إن شاء الله تعالى.
قوله:(فقلت: يا رسولَ الله، قد بلغ بي من الوجع ما ترى) فيه جواز إخبار المريض بشدّة مرضه وقوّة ألمه إذا لَم يقترن بذلك شيء ممّا يمنع أو يكره من التّبرّم وعدم الرّضا , بل حيث يكون ذلك لطلب