للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن قتيبة: سألت الحجازيّين عن الافتضاض , فذكروا أنّ المعتدّة كانت لا تمسّ ماء , ولا تقلم ظفراً , ولا تزيل شعراً , ثمّ تخرج بعد الحول بأقبح منظر , ثمّ تفتضّ. أي: تكسر ما هي فيه من العدّة بطائر تمسح به قبلها وتنبذه , فلا يكاد يعيش بعدما تفتضّ به.

قلت: وهذا لا يخالف تفسير مالك، لكنّه أخصّ منه، لأنّه أطلق الجلد. وتبيّن أنّ المراد به جلد القُبُل.

وقال ابن وهب: معناه أنّها تمسح بيدها على الدّابّة وعلى ظهره.

وقيل: المراد تمسح به ثمّ تفتضّ. أي: تغتسل، والافتضاض الاغتسال بالماء العذب , لإزالة الوسخ وإرادة النّقاء حتّى تصير بيضاء نقيّة كالفضّة.

ومن ثَمَّ قال الأخفش: معناه تتنظّف فتنتقي من الوسخ فتشبه الفضّة في نقائها وبياضها، والغرض بذلك الإشارة إلى إهلاك ما هي فيه، ومن الرّمي الانفصال منه بالكليّة.

تنْبيهٌ. جوّز الكرمانيّ أن تكون الباء في قوله " فتفتضّ به " للتّعدّية أو تكون زائدة , أي: تفتضّ الطّائر بأن تكسر بعض أعضائه. انتهى.

ويردّه ما تقدّم من تفسير الافتضاض صريحاً.

قوله: (ثمّ تخرج فتعطى بعرة) بفتح الموحّدة وسكون المهملة ويجوز فتحها.

قوله: (فترمي بها) في رواية مطرّف وابن الماجشون عن مالك (١)


(١) تقدّم أنَّ الشيخين روياه من طريق مالك. فانظر تخريج الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>