فكيف تقع قصّة اللعان في الشّهر الذي انصرفوا فيه من تبوك , ويقع لهلال مع كونه فيما ذكر من الشّغل بنفسه وهجران النّاس له وغير ذلك، وقد ثبت في حديث ابن عبّاس , أنّ آية اللعان نزلت في حقّه، وكذا عند مسلم من حديث أنس , أنّه أوّل من لاعن في الإسلام "؟.
ووقع في رواية عبّاد بن منصور في حديث ابن عبّاس عند أبي داود وأحمد " حتّى جاء هلال بن أُميَّة - وهو أحد الثّلاثة الذين تيب عليهم - فوجد عند أهله رجلاً .. الحديث ".
فهذا يدلّ على أنّ قصّة اللعان تأخّرت عن قصّة تبوك , والذي يظهر أنّ القصّة كانت متأخّرة، ولعلَّها كانت في شعبان سنة عشر لا تسع، وكانت الوفاة النّبويّة في شهر ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة باتّفاقٍ، فيلتئم حينئذٍ مع حديث سهل بن سعد.
ووقع عند مسلم من حديث ابن مسعود: كنّا ليلة جمعة في المسجد , إذ جاء رجل من الأنصار. فذكر القصّة في اللعان باختصار، فعيّن اليوم , لكن لَم يعيّن الشّهر ولا السّنة.
وقوله " عاصم بن عديّ " أي: ابن الجدّ بن العجلان العجلانيّ، وهو ابن عمّ والد عويمر، وفي رواية الأوزاعيّ عن الزّهريّ في البخاري " وكان عاصم سيّد بني عجلان ".
والجدّ. بفتح الجيم وتشديد الدّال. والعجلان. بفتح المهملة وسكون الجيم , هو ابن حارثة بن ضبيعة من بني بليّ بن عمرو بن