للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنّ الصّواب النّصب , أي: لعل عرقاً نزعه.

وقال الصّغانيّ: ويحتمل: أن يكون في الأصل " لعله " فسقطت الهاء، ووجّهه ابن مالك: باحتمال. أنّه حذف منه ضمير الشّأن.

ويؤيّد توجيهه ما وقع في رواية كريمة، والمعنى يحتمل أن يكون في أصولها ما هو باللون المذكور فاجتذبه إليه فجاء على لونه.

وادّعى الدّاوديّ أنّ لعل هنا للتّحقيق.

قوله: (وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ) وللبخاري " ولعل ابنك هذا نزعه عرق " والمراد بالعرق الأصل من النّسب شبهه بعرق الشّجرة، ومنه قولهم: فلان عريق في الأصالة , أي: أنّ أصله متناسب، وكذا معرق في الكرم أو اللؤم.

وأصل النّزع الجذب، وقد يطلق على الميل، ومنه ما وقع في قصّة عبد الله بن سلام حين سُئل عن شبه الولد بأبيه أو بأمّه: نزع إلى أبيه أو إلى أمّه. (١)

وفيه أنّ الزّوج لا يجوز له الانتفاء من ولده بمجرّد الظّنّ، وأنّ الولد يلحق به ولو خالف لونه لون أمّه.


(١) أخرجه البخاري (٣٧٢٣) عن أنس - رضي الله عنه - , أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأتاه يسأله عن أشياء. فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلَّا نبي. ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني به جبريل آنفا. قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. الحديث. وفيه: وأمَّا الولد فإذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة نزع الولد , وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نزعت الولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>