للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو داود: نقل أحمد بن صالح عن أهل النّسب , أنّهم كانوا في الجاهليّة يقدحون في نسب أسامة , لأنّه كان أسود شديد السّواد , وكان أبوه زيدٌ أبيض من القطن، فلمّا قال القائف ما قال مع اختلاف اللون , سرّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك , لكونه كافّاً لهم عن الطّعن فيه لاعتقادهم ذلك.

وقد أخرج عبد الرّزّاق من طريق ابن سيرين، أنّ أمّ أسامة وهي أمّ أيمن مولاة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء فلهذا جاء أسامة أسود.

وقد وقع في الصّحيح عن ابن شهابٍ , أنّ أمّ أيمن كانت حبشيّةً وصيفةً لعبد الله والد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

ويقال: كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل، فصارت لعبد المطّلب فوهبها لعبد الله، وتزوّجت قبل زيدٍ عُبيداً الحبشيّ , فولدت له أيمن فكنيت به واشتهرت بذلك، وكان يقال لها: أمّ الظّباء.

قال عياض: لو صحّ أنّ أمّ أيمن كانت سوداء , لَم ينكروا سواد ابنها أسامة , لأنّ السّوداء قد تلد من الأبيض أسود.

قلت: يحتمل أنّها كانت صافيةً , فجاء أسامة شديد السّواد فوقع الإنكار لذلك.

وفي الحديث جواز الشّهادة على المنتقبة والاكتفاء بمعرفتها من غير رؤية الوجه، وجواز اضطجاع الرّجل مع ولده في شعار واحد، وقبول شهادة من يشهد قبل أن يستشهد عند عدم التّهمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>