للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالواقع منه معلوم عند الله والعبد مخيّر في أيّ الخصال يفعل.

والجواب عن الثّاني من أوجه:

أحدها: أنّه كان استحلَّ ذلك الفعل فصار كافراً.

ثانيها: كان كافراً في الأصل وعوقب بهذه المعصية زيادة على كفره.

ثالثها: أنّ المراد أنّ الجنّة حرّمت عليه في وقت ما كالوقت الذي يدخل فيه السّابقون , أو الوقت الذي يعذّب فيه الموحّدون في النّار ثمّ يخرجون.

رابعها: أنّ المراد جنّة معيّنة كالفردوس مثلاً.

خامسها: أنّ ذلك ورد على سبيل التّغليظ والتّخويف , وظاهره غير مراد.

سادسها: أنّ التّقدير حرّمت عليه الجنّة إن شئت استمرار ذلك.

سابعها: قال النّوويّ: يحتمل أن يكون ذلك شرعُ مَن مضى أنّ أصحاب الكبائر يكفرون بفعلها.

وفي الحديث تحريم قتل النّفس. سواء كانت نفس القاتل أم غيره، وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق الأولى.

وفيه الوقوف عند حقوق الله ورحمته بخلقه حيث حرّم عليهم قتل نفوسهم , وأنّ الأنفس ملك الله.

وفيه التّحديث عن الأمم الماضية , وفضيلة الصّبر على البلاء , وترك التّضجّر من الآلام لئلا يفضي إلى أشدّ منها.

وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى قتل النّفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>