كذا عنده بزيادة ياء , والذي ذكره غيره , أنّه سعد بسكون العين بن زيد الأشهليّ , وهذا أيضاً أنصاريّ , فيحتمل أنّه كان رأس الأنصار , وكان كُرْزٌ أميرَ الجماعة.
وروى الطّبريّ وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجليّ , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعثه في آثارهم. لكنّ إسناده ضعيف , والمعروف أنّ جريراً تأخّر إسلامه عن هذا الوقت بمدّة. والله أعلم.
قوله: (فلمّا ارتفع) فيه حذف تقديره , فأدركوا في ذلك اليوم فأخذوا , فلمّا ارتفع النّهار جيء بهم. أي: إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أسارى. وللبخاري " فما ترجّل النهار " بالجيم. أي: ارتفع.
قوله: (فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم) قال الدّاوديّ: يعني قطع يَدَيْ كلّ واحد ورجليه.
قلت: تردّه رواية التّرمذيّ " من خلاف " وكذا ذكره الإسماعيليّ عن الفريابيّ عن الأوزاعيّ بسنده.
وللبخاري من رواية الأوزاعيّ أيضاً " ولَم يحسمهم ".
والحسم: بفتح الحاء وسكون السّين المهملتين , الكيّ بالنّار لقطع الدّم , حسمته فانحسم كقطعته فانقطع , وحسمت العرق. معناه حبست دم العرق فمنعته أن يسيل، بل تركه ينزف.
وقال الدّاوديّ: الحسم هنا أن توضع اليد بعد القطع في زيت حارٍّ.
قلت: وهذا من صور الحسم , وليس محصوراً فيه.
قال ابن بطّال: إنّما ترك حسمهم , لأنّه أراد إهلاكهم , فأمّا من