للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يقال: لا منافاة بين قوله بنت الأسود , وبنت أبي الأسود , لاحتمال أن تكون كنية الأسود أبا الأسود.

وأمّا قصّة أمّ عمرٍو. فذكرها ابن سعد أيضًا وابن الكلبيّ " في المثالب " وتبعه الهيثم بن عديّ , فذكروا أنّها خرجت ليلاً , فوقعت بركبٍ نزولٍ , فأخذت عيبةً لهم , فأخذها القوم فأوثقوها، فلمّا أصبحوا , أتوا بها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فعاذت بحقوي أمّ سلمة، فأمر بها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقطعت، وأنشدوا في ذلك شعرًا , قاله خنيس بن يعلى بن أُميَّة. وفي رواية ابن سعد , أنّ ذلك كان في حجّة الوداع.

وفي صحيح البخاري , أنّ قصّة فاطمة بنت الأسود كانت عام الفتح (١).

فظهر تغاير القصّتين , وأنّ بينهما أكثر من سنتين، ويظهر في ذلك خطأ من اقتصر على أنّها أمّ عمرٍو كابن الجوزيّ، ومن ردّدها بين فاطمة وأمّ عمرو كابن طاهر وابن بشكوال ومن تبعهما. فلله الحمد.

وقد تقلد ابن حزمٍ ما قاله بشر بن تيم , لكنّه جعل قصّة أمّ عمرو بنت سفيان في جحد العارية. وقصّة فاطمة في السّرقة، وهو غلطٌ أيضًا لوقوع التّصريح في قصّة أمّ عمرو بأنّها سرقت.

قوله: (التي سرقت) زاد يونس في روايته " في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) أخرجه البخاري (٢٥٠٥) عن عائشة , أن امرأة سرقت في غزوة الفتح، فأتي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أمر بها فقطعت يدها، قالت عائشة: فحسنت توبتها، وتزوَّجت، وكانت تأتي بعدَ ذلك، فأرفع حاجتَها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>