للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن مالكٍ: فلو كان جمعًا لَم تحذف همزته، واحتجّ بقول عروة بن الزّبير لَمَّا أصيب بولده ورجله " ليمنك لئن ابتليت لقد عافيت " (١) قال: فلو كان جمعًا لَم يتصرّف فيه بحذف بعضه.

قال: وفيه اثنتا عشرة لغةً جمعتها في بيتين وهما:

همز ايم وايمن فافتح واكسر او أم قل أو قل م أو من بالتّثليث قد شكلا

وأيمن اختم به والله كلاًّ أضف ... إليه في قسمٍ تستوف ما نقلا

قال ابن أبي الفتح تلميذ ابن مالك: فاته أم بفتح الهمزة , وهيم بالهاء بدل الهمزة , وقد حكاها القاسم بن أحمد المعلم الأندلسيّ في " شرح المفصّل " وقال غيره: أصله يمين الله ويجمع أيمنًا , فيقال: وأيمن الله. حكاه أبو عبيدة , وأنشد لزهير بن أبي سلمى:

فتجمع أيمنٌ منّا ومنكم ... بمقسمةٍ تمور بها الدّماء

وقالوا عند القسم: وايمن الله، ثمّ كثر فحذفوا النّون كما حذفوها مِن " لَم يكن " فقالوا " لَم يك " ثمّ حذفوا الياء فقالوا " أم الله " ثمّ حذفوا الألف فاقتصروا على الميم مفتوحةً ومضمومةً ومكسورةً،


(١) أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " (٤/ ٤٠٥ - ٤٠٦) عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه. وسنده صحيح.
قال أبو عبيد: ليمنك وأيمنك إنماهي يمين , وهي كقولهم: يمين الله. كانوا يحلفون بها , قال امرؤ القيس: فقلتُ يمين الله أبرح قاعداً ... ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي. انتهى
وأخرجه الدينوري في " المجالسة " (٨/ ٣٣٦) والبيهقي في " الشعب " (١٢/ ٣٤٦) (١٣/ ٤٦٩) من طرق عن هشام. بلفظ " وأيمك.

<<  <  ج: ص:  >  >>