من نار. إسطاماً (١) يأتي بها في عنقه يوم القيامة ". والإسطام بكسر الهمزة وسكون المهملة والطّاء المهملة " قطعة " فكأنّها للتّأكيد.
قوله:(فإنّما هي) الضّمير للحالة أو القصّة.
قوله:(قطعة من النّار) أي: الذي قضيت له به بحسب الظّاهر , إذا كان في الباطن لا يستحقّه فهو عليه حرام يئول به إلى النّار.
وقوله " قطعة من النّار " تمثيل يفهم منه شدّة التّعذيب على من يتعاطاه فهو من مجاز التّشبيه كقوله تعالى {إنّما يأكلون في بطونهم ناراً}.
قوله:(فليحملها أو يذرها) في رواية صالح بن كيسان " فليأخذها أو ليتركها ".
وفي رواية مالك عن هشام عند البخاري " فلا يأخذه فإنّما أقطع له قطعة من النّار " قال الدّارقطنيّ: هشام - وإن كان ثقة - لكنّ الزّهريّ أحفظ منه، وحكاه الدّارقطنيّ عن شيخه أبي بكر النّيسابوريّ.
قلت: ورواية الزّهريّ ترجع إلى رواية هشام. فإنّ الأمر فيه للتّهديد لا لحقيقة التّخيير، بل هو كقوله. {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.
(١) قال ابن الأثير في " النهاية " (٢/ ٩٢٤): هي الحديدة التي تُحرّك بها النار وتسعر. أي: أقطع له ما يسعر به النار على نفسه ويشعلها , أو أقطع له ناراً مسعرة. وتقديره ذات إسطام. قال الأزهري: لا أدري أهي عربية أم أعجمية عرّبت. ويقال: لحدّ السيف سطام وسطمٌ