للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعبّر في بعض رواياته عن الصّلاح والفساد بالصّحّة والسّقم، ومناسبتها لِما قبلها بالنّظر إلى أنّ الأصل في الاتّقاء والوقوع هو ما كان بالقلب؛ لأنّه عماد البدن.

وقد عظّم العلماء أمر هذا الحديث فعدّوه رابع أربعة تدور عليها الأحكام كما نقل عن أبى داود، وفيه البيتان المشهوران وهما:

عمدة الدّين عندنا كلمات مـ ... سندات من قول خير البريّه

اترك المشبهات وازهد ودع ... ما ليس يعنيك واعملن بنيّه (١)

والمعروف عن أبي داود عدّ " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه .. الحديث " (٢) بدل " ازهد فيما في أيدي النّاس " (٣) وجعله بعضُهم ثالثَ ثلاثة حذف الثّاني.

وأشار ابن العربيّ: إلى أنّه يمكن أن ينتزع منه وحده جميع الأحكام.

قال القرطبيّ: لأنّه اشتمل على التّفصيل بين الحلال وغيره، وعلى


(١) حديث النية هو حديث عمر المتقدِّم برقم (١).
أمَّا حديث (ودع ما ليس يعنيك) فأخرجه مالك في " الموطأ " (٣٣٥٠) وأحمد (٣/ ٢٥٩) والترمذي (٢٣١٧) وابن ماجة (٣٩٧٦) وغيرهم.
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٨٥) ومسلم (١٣٣٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً " دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم.
(٣) أخرجه ابن ماجه (٤١٠٢) والحاكم (٤/ ٣٤٨) من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ازهد في الدنيا يُحبّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يُحبّك الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>