للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: (فأجدني أعافه) بعينٍ مهملة وفاء خفيفة. أي: أتكرّه أكله، يقال عفت الشّيء أعافه.

ووقع في رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس عند البخاري " فتركهنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كالمتقذّر لهنّ، ولو كنّ حراماً لَما أُكلن على مائدة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , ولَما أمر بأكلهنّ.

كذا أطلق الأمر , وكأنّه تلقّاه من الإذن المستفاد من التّقرير، فإنّه لَم يقع في شيء من طرق حديث ابن عبّاس بصيغة الأمر إلَّا في رواية يزيد بن الأصمّ عند مسلم , فإنّ فيها " فقال لهم: كُلوا، فأكَلَ الفضلُ وخالد والمرأة ".

وكذا في رواية الشّعبيّ عن ابن عمر , فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: كلوا. وأطعموا فإنّه حلال , أو قال: لا بأس به , ولكنّه ليس طعامي.

وفي هذا كلّه بيان سبب ترك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنّه بسبب أنّه ما اعتاده.

وقد ورد لذلك سبب آخر.

أخرجه مالك من مرسل سليمان بن يسار. فذكر معنى حديث ابن عبّاس , وفي آخره. فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: كُلا - يعني لخالدٍ وابن عبّاس - فإنّني يحضرني من الله حاضرة.

قال المازريّ: يعني الملائكة، وكأنّ للحم الضّبّ ريحاً فترك أكله لأجل ريحه، كما ترك أكل الثّوم مع كونه حلالاً.

قلت: وهذا - إنْ صحّ - يمكن ضمّه إلى الأوّل , ويكون لتركه الأكل من الضّبّ سببان.

<<  <  ج: ص:  >  >>