وله أيضاً " قال: ادن أخبرك أو أحدّثك " كذا للأكثر , فعل أمر من الدّنوّ، ووقع عند المستملي والسّرخسيّ " إذاً " بكسر الهمزة وبذالٍ معجمة مع التّنوين حرف نصب.
وعلى الأوّل فقوله " أخبرك " مجزوم، وعلى الثّاني هو منصوب، قوله " فقذرته " بكسر الذّال المعجمة.
وفي رواية أبي عوانة " إنّي رأيتها تأكل قذراً " , وكأنّه ظنّ أنّها أكثرت من ذلك بحيث صارت جلالة , فبيّن له أبو موسى أنّها ليست كذلك , أو أنّه لا يلزم من كون تلك الدّجاجة التي رآها كذلك أن يكون كلّ الدّجاج كذلك.
قوله:(فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل منه) فيه جواز أكل الدّجاج إنسيّه ووحشيّه، وهو بالاتّفاق إلَّا عن بعض المتعمّقين على سبيل الورع، إلَّا أنّ بعضهم استثنى الجلالة وهي ما تأكل الأقذار، وظاهر صنيع أبي موسى أنّه لَم يبال بذلك.
والجلالة. عبارة عن الدّابّة التي تأكل الجلة - بكسر الجيم والتّشديد - وهي البعر.
وادّعى ابن حزم اختصاص الجلالة بذوات الأربع، والمعروف التّعميم.
وقد أخرج ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح عن ابن عمر , أنّه كان يحبس الدّجاجة الجلالة ثلاثاً.
القول الأول: قال مالك والليث: لا بأس بأكل الجلالة من