قال الخطّابيّ: السَّلت تتبُّع ما بقي فيها من الطّعام.
قال النّوويّ: والمراد بالبركة ما تحصل به التّغذية , وتسلم عاقبته من الأذى , ويقوّي على الطّاعة , والعلم عند الله.
وفي الحديث ردّ على من كره لعق الأصابع استقذاراً.
نعم. يحصل ذلك لو فعله في أثناء الأكل , لأنّه يعيد أصابعه في الطّعام , وعليها أثر ريقه.
قال الخطّابيّ: عاب قوم أفسد عقلهم التّرفّه , فزعموا أنّ لعق الأصابع مستقبح، كأنّهم لَم يعلموا أنّ الطّعام الذي علق بالأصابع أو الصّحفة جزء من أجزاء ما أكلوه، وإذا لَم يكن سائر أجزائه مستقذراً لَم يكن الجزء اليسير منه مستقذراً، وليس في ذلك أكبر من مصّه أصابعه بباطن شفتيه. ولا يشكّ عاقل في أن لا بأس بذلك، فقد يمضمض الإنسان فيدخل إصبعه في فيه فيدلك أسنانه وباطن فمه , ثمّ لَم يقل أحدٌ إنّ ذلك قذارة أو سوء أدب.
وفيه استحباب مسح اليد بعد الطّعام.
قال عياض: محلّه فيما لَم يحتج فيه إلى الغسل ممّا ليس فيه غمرٌ ولزوجةٌ ممّا لا يذهبه إلَّا الغسل، لِمَا جاء في الحديث من التّرغيب في غسله والحذر من تركه.
كذا قال , وحديث الباب يقتضي منع الغسل والمسح بغير لعق , لأنّه صريح في الأمر باللعق دونهما تحصيلاً للبركة.
نعم. قد يتعيّن النّدب إلى الغسل بعد اللعق لإزالة الرّائحة، وعليه