وآخر مرسلاً عن إبراهيم النّخعيّ مثله دون ما في آخره.
وثالثاً من رواية سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص , أنّ خالد بن سعيد - يعني ابن العاص - أتى وفي يده خاتم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هذا؟ اطرحه، فطرحه فإذا خاتم من حديد ملويّ عليه فضّة. قال: فما نقشه؟ قال: محمّد رسول الله، قال: فأخذه فلبسه.
وقوله " وكان فصّه منه ". لا يعارضه ما أخرجه مسلم عن أنس: كان خاتم النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من ورق , وكان فصّه حبشيّاً.
لأنّه إمّا أن يُحمل على التّعدّد , وحينئذٍ فمعنى قوله " حبشيّ ". أي: كان حجراً من بلاد الحبشة، أو على لون الحبشة، أو كان جزعاً أو عقيقاً , لأنّ ذلك قد يؤتى به من بلاد الحبشة.
ويحتمل: أن يكون هو الذي فصّه منه , ونسب إلى الحبشة لصفةٍ فيه. إمّا الصّياغة وإمّا النّقش
قوله:(في باطن كفّه إذا لبسه) قال ابن بطّال: قيل لمالك يجعل الفصّ في باطن الكفّ؟ قال: لا.
قال ابن بطّال: ليس في كون فصّ الخاتم في بطن الكفّ ولا ظهرها أمر ولا نهي.
وقال غيره: السّرّ في ذلك أنّ جعله في بطن الكفّ أبعد من أن يظنّ أنّه فعله للتّزيّن به، وقد أخرج أبو داود من حديث ابن عبّاس جعله في ظاهر الكفّ. كما سأذكره قريباً.