للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثّاني: أنّ المراد أنّ هذا القدر من الثّواب خير من الثّواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدّنيا كلّها لأنفقها في طاعة الله تعالى.

قلت: ويؤيّد هذا الثّاني. ما رواه ابن المبارك في " كتاب الجهاد " من مرسل الحسن قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشاً فيهم عبد الله بن رواحة، فتأخّر ليشهد الصّلاة مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم. (١)

والحاصل: أنّ المراد تسهيل أمر الدّنيا وتعظيم أمر الجهاد، وأنّ من حصل له من الجنّة قدر سوط يصير كأنّه حصل له أمر أعظم من جميع ما في الدّنيا. فكيف بمن حصل منها أعلى الدّرجات؟.

والنّكتة في ذلك أنّ سبب التّأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدّنيا , فنبّه هذا المتأخّر أنّ هذا القدر اليسير من الجنّة أفضل من جميع ما في الدّنيا.

قوله: (وموضع سوط أحدكم من الجنة) وللبخاري عن أنس " ولقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قيد - يعني سوطه - خير


(١) وأخرجه أحمد (٣/ ٣٤١) والترمذي (٥٢٧) والبيهقي (٣/ ١٨٧) وغيرهم من طريق الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس نحوه.
قال الترمذي: حديثٌ غريبٌ لانعرفه إلَّا من هذا الوجه , قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لَم يسمع الحكم من مقسم إلَّا ثلاثة أحاديث وعدَّها شعبة , وليس هذا الحديث فيما عدَّ شعبة.
قال الترمذي: فكان هذا الحديث لَم يسمعه الحكم من مقسم.
قال ابن حجر في " التلخيص " (٢/ ٦٦): وفيه حجاج بن أرطاة , وأعلَّه الترمذي بالانقطاع , وقال البيهقي: انفرد به الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>