وكما روى الحاكم والبيهقيّ بإسنادٍ صحيحٍ عن سعد بن أبي وقّاصٍ , أنّ عبد الله بن جحشٍ قال يوم أحدٍ: تعال بنا ندعو، فدعا سعدٌ , فقال: اللهمّ ارزقني رجلاً شديداً بأسه فأقاتله ويقاتلني , ثمّ ارزقني عليه الظّفر حتّى أقتله وآخذ سلبه. الحديث.
وكما روى أحمد بإسنادٍ قويٍّ عن عبد الله بن الزّبير قال: كانت صفيّة في حصن حسّان بن ثابتٍ يوم الخندق. فذكر الحديث في قصّة قتلها اليهوديّ، وقولها لحسّان: انزل فاسلبه؛ فقال: ما لي بسلبه حاجةٌ.
وكما روى ابن إسحاق في " المغازي ". في قصّة قتل عليّ بن أبي طالبٍ عمرو بن عبد ودٍّ يوم الخندق أيضاً , فقال له عمرٌو: هلاّ استلَبْتَ درعه , فإنّه ليس للعرب خيرٌ منها، فقال: إنّه اتّقاني بسوأته.
وأيضاً فالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إنّما قال ذلك يوم حنينٍ بعد أن فرغ القتال، كما هو صريحٌ في حديث عبد الرحمن بن عوف.
حتّى قال مالكٌ: يكره للإمام أن يقول من قتل قتيلاً فله سلبه , لئلا تضعف نيّات المجاهدين، ولَم يقل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك إلَّا بعد انقضاء الحرب.
وعن الحنفيّة: لا كراهة في ذلك، وإذا ناله قبل الحرب أو في أثنائها استحقّ القاتل.
واستدل به على دخول من لا يسهم له في عموم قوله " من قتل