للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيلاً ".

وعن الشّافعيّ في قولٍ، وبه قال مالكٌ. لا يستحقّ السّلب إلَّا من استحقّ السّهم , لأنّه قال: إذا لَم يستحقّ السّهم فلا يستحقّ السّلب بطريق الأولى.

وعورض: بأنّ السّهم علق على المظنّة، والسّلب يستحقّ بالفعل فهو أولى، وهذا هو الأصل.

واستدل به على أنّ السّلب للقاتل في كل حالٍ حتّى قال أبو ثورٍ وابن المنذر: يستحقّه ولو كان المقتول منهزماً.

وقال أحمد: لا يستحقّه إلَّا بالمبارزة.

وعن الأوزاعيّ: إذا التقى الزّحفان فلا سلب.

واستدل به على أنّه مستحقٌّ للقاتل الذي أثخنه بالقتل دون من ذفَّف (١) عليه. كما في قصّة ابن مسعودٍ مع أبي جهلٍ في غزوة بدرٍ. (٢)


(١) وقع في المطبوع (ذهب) وهو تصحيف. والذَّفُّ: الإِجْهازُ على الجَرِيحِ. قاله في اللسان.
(٢) أخرج البخاري (٣٩٦٢) ومسلم (١٨٠٠) عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: من ينظر ما فعل أبو جهل. فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى بَرَدَ. فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبا جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه أو قال: قتلتموه؟.
قال ابن حجر في " الفتح " (٧/ ٢٩٥): وفي حديث ابن عباس عند ابن إسحاق والحاكم. قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فوضعت رجلي على عُنقِه. فقلت: أخزاك الله يا عدو الله , قال: وبما أخزاني؟. هل أعمد رجل قتلتموه , قال: وزعم رجالٌ من بني مخزوم , أنه قال له: لقد ارتقيت يا رُويعي الغنم مرتقى صعباً.
قال: ثم احتززتُ رأسه فجئت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: هذا رأس عدو الله أبي جهل , فقال: والله الذي لا إله إلا هو فحلف له.

<<  <  ج: ص:  >  >>