للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفس من التابعين، ولم يقع هذا لغيره.

ثالثها: ما اختُصَّ به أبو هريرة من دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - له بأن لا ينسى ما يحدثه به. متفق عليه. وفي المستدرك للحاكم من حديث زيد بن ثابت قال: كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادعوا. فدعوت أنا وصاحبي. وأمَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهمَّ إني أسألك مثل ما سألك صاحباي، وأسألك علما لا ينسى. فأمَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: ونحن كذلك يا رسول الله، فقال: سبقكما الغلام الدوسي.

رابعها: أن عبد الله كان قد ظفر في الشام بِحْمل جَمَل من كتب أهل الكتاب فكان ينظر فيها , ويحدث منها فتجنب الأخذَ عنه لذلك كثيرٌ من أئمة التابعين. والله أعلم.

قوله: (لا يقبل) المراد بالقبول هنا ما يرادف الصّحّة. وهو الإجزاء.

وحقيقة القبول ثمرة وقوع الطّاعة مجزئة رافعة لِمَا في الذّمّة. ولَمَّا كان الإتيان بشروطها مظنّة الإجزاء الذي القبول ثمرته عبّر عنه بالقبول مجازاً.

وأمّا القبول المنفيّ في مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: من أتى عرّافاً لَم تقبل له صلاة. (١) فهو الحقيقيّ؛ لأنّه قد يصحّ العمل ويتخلف القبول لمانعٍ،


(١) أخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٢٣٠) من حديث صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى عرَّافا فسأَلَه عن شيء لم تُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>