للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّها عيّنت ثمّ وصفت، ولهذا قال الرّجل: فهي إذن العصر , ولَم ينكر عليه البراء، نعم جواب البراء يشعر بالتّوقّف لِمَا نظر فيه من الاحتمال، وهذا لا يدفع التّصريح بها في حديث عليّ.

ومن حجّتهم أيضاً ما روى مسلم وأحمد من طريق أبي يونس عن عائشة , أنّها أمَرَتْه أن يكتب لها مصحفاً، فلمّا بلغت (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى) قال: فأمْلَتْ عليّ " وصلاة العصر " قالت: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وروى مالك عن عمرو بن رافع , قال: كنت أكتب مصحفاً لحفصة فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذنّي، فأملَتْ عليَّ: حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر. وأخرجه ابن جرير من وجه آخر حسن عن عمرو بن رافع، وروى ابن المنذر من طريق عبيد الله بن رافع , أمرتني أمّ سلمة أن أكتب لها مصحفاً. فذكر مثل حديث عمرو بن رافع سواء، ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر , أنّ حفصة أمرت إنساناً أن يكتب لها مصحفاً نحوه.

ومن طريق نافع , أنّ حفصة أمرت مولىً لها أن يكتب لها مصحفاً فذكر مثله , وزاد: كما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولها , قال نافع: فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو , فتمسّك قوم بأنّ العطف يقتضي المغايرة فتكون صلاة العصر غير الوسطى.

وأجيب: بأنّ حديث عليّ ومن وافقه أصحّ إسناداً وأصرح , وبأنّ حديث عائشة قد عورض برواية عروة أنّه كان في مصحفها " وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>