قال الشارح في " التلخيص " (١/ ٢٠٩): ولفظ الترمذي من طريق شعبة: لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطاً ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون , قال ابن المبارك: هذا عندنا وهم جلوس. قال البيهقي: وعلى هذا حمله عبد الرحمن بن مهدي والشافعي. وقال ابن القطان: هذا الحديث سياقه في مسلم يحتمل أن ينزل على نوم الجالس , وعلى ذلك نزله أكثر الناس , لكن فيه زيادة تمنع من ذلك رواها يحيى القطان عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون الصلاة فيضعون جنوبهم فمنهم من ينام ثم يقوم إلى الصلاة. رواها قاسم بن أصبغ عن محمد بن عبد السلام الخشني عن بندار محمد بن بشار عنه. وقال ابن دقيق العيد: يحمل هذا على النوم الخفيف , لكن يعارضه رواية الترمذي التي فيها ذكر الغطيط , قال: وروى أحمد بن حنبل هذا الحديث عن يحيى القطان بسنده , وليس فيه: يضعون جنوبهم , وكذا أخرجه الترمذي عن بندار بدونها , وكذا أخرجه البيهقي من طريق تمام عن بندار , ورواه البزار والخلال من طريق عبد الأعلى عن شعبة عن قتادة. وفيه " فيضعون جنوبهم ". وقال أحمد بن حنبل: لم يقل شعبة قط كانوا يضطجعون. قال وقال هشام: كانوا ينعسون. وقال الخلال: قلت لأحمد حديث شعبة: كانوا يضعون جنوبهم؟ فتبسم , وقال: هذا بمرة يضعون جنوبهم. انتهى. قلت: وقد وقع لابن حجر وهمٌ هنا أثناء تلخيصه , أو أنَّ نسخة التلخيص حصل فيها سقط. فالسياق الصحيح هو ما في أصل الكتاب. البدر المنير (٢/ ٥٠٨) لابن الملقن حيث قال: ورواه الترمذي من حديث يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينامون ثم يقومون ويصلون ولا يتوضئون. ثم قال: حديث حسن. ورواه البيهقي من حديث ابن المبارك ثنا معمر عن قتادة عن أنس , قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطاً، ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون. قال ابن المبارك: هذا .. إلخ. وعليه فنقل ابن حجر كلام ابن دقيق العيد بقوله: لكن يعارضه رواية الترمذي التي فيها ذكر الغطيط. مما يؤكِّد وهم الحافظ رحمه الله. والله أعلم.