للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا بينها وبين العشاء، ومساوي الأفضل يكون أفضل جزماً.

قوله: (ولو يعلمون ما فيهما) أي: من مزيد الفضل

قوله: (لأتوهما) أي: الصّلاتين، والمراد لأتوا إلى المحل الذي يُصلَّيان فيه جماعةً , وهو المسجد.

قوله: (ولو حبواً) أي: يزحفون إذا منعهم مانعٌ من المشي كما يزحف الصّغير، ولابن أبي شيبة من حديث أبي الدّرداء " ولو حبواً على المرافق والرّكب " (١)

قوله: (لقد هممت) اللام جواب القسم، والهمّ العزم. وقيل:


(١) زاد البخاري (٦٤٤) " والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً، أو مرماتين حسنتين، لشهد العشاء "
قوله: (عرقاً) بفتح العين المهملة وسكون الرّاء بعدها قافٌ , قال الخليل: العراق العظم بلا لحم، وإن كان عليه لحم فهو عرْق، وفي المحكم عن الأصمعي: العرْق بسكون الراء قطعة لحم. قال الأزهريّ: العرق واحد العراق وهي العظام الّتي يؤخذ منها هبر اللّحم، ويبقى عليها لحم رقيق فيكسر ويطبخ ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق ويتشمّس العظام، يقال عرقت اللّحم واعترقته وتعرّقته إذا أخذت اللّحم منه نهشاً. وفي المحكم: جمع العرق على عراقٍ بالضّمّ عزيزٌ، وقول الأصمعيّ هو اللّائق هنا.
قوله: (أو مرماتين) تثنية مرماة بكسر الميم وحكي الفتح، قال الخليل: هي ما بين ظلفي الشّاة، قال عياض: فالميم على هذا أصليّة، وحكى الحربيّ عن الأصمعيّ , أنّ المرماة سهم الهدف، قال: ويؤيّده ما حدّثني .. ثمّ ساق من طريق أبي رافع عن أبي هريرة نحو الحديث بلفظ " لو أنّ أحدهم إذا شهد الصّلاة معي كان له عظمٌ من شاة سمينة أو سهمان لفعل ".
وقيل: المرماة سهم يتعلّم عليه الرّمي، وهو سهم دقيق مستوٍ غير محدّدٍ. وإنّما وصف العرق بالسّمن والمرماة بالحسن ليكون ثمّ باعثٌ نفسانيٌّ على تحصيلهما. قاله في " الفتح ".

<<  <  ج: ص:  >  >>