دونه. وزاد مسلم في أوّله , أنّه - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَ ناساً في بعض الصّلوات , فقال: لقد هممت. فأفاد ذكر سبب الحديث. وفي رواية لهما " والذي نفسي بيده لقد هممت " هو قسمٌ كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يقسم به، والمعنى أنّ أمر نفوس العباد بيد الله، أي بتقديره وتدبيره. (١)
وفيه جواز القسم على الأمر الذي لا شكّ فيه تنبيهاً على عظم شأنه، وفيه الرّدّ على من كره أن يحلف بالله مطلقاً.
قوله:(آمر بالصلاة فتقام , ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس) وللبخاري " ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس "
قوله:(قوم لا يشهدون الصلاةَ) وللبخاري " فأحرِّق على من لا يخرج إلى الصلاة بعدُ " كذا للأكثر بلفظ " بعد " ضدّ قبل، وهي مبنيّة على الضّمّ، ومعناه بعد أن يسمع النّداء إليها أو بعد أن يبلغه التّهديد المذكور.
وللكشميهنيّ بدلها " يقدر " أي لا يخرج وهو يقدر على المجيء.
ويؤيّده ما سيأتي من رواية لأبي داود " وليست بهم عِلَّة ".
ووقع عند الدّاوديّ للشّارح هنا " لا لعذرٍ " وهي أوضح من غيرها , لكن لَم نقف عليها في شيء من الرّوايات عند غيره.
(١) قال الشيخ ابن باز رحمه الله (٢/ ١٦٨): وذلك لأنه سبحانه مالكها والمتصرف فيها , وفي ذلك من الفوائد مع ما ذكر إثبات اليد لله سبحانه على الوجه الذي يليق به. كالقول في سائر الصفات , وهو سبحانه منزَّه عن مشابهة المخلوقات في كل شيئ , موصوف بصفات الكمال اللائق به , فتنبّه.