ما ذكر جُمعةً ولا غيرها. فظهر أنّ الرّاجح في حديث أبي هريرة أنّها لا تختصّ بالجمعة.
وأمّا حديث ابن أمّ مكتوم فسأذكره قريباً , وأنّه موافق لأبي هريرة.
وأمّا حديث ابن مسعود. فأخرجه مسلم , وفيه الجزم بالجمعة (١) , وهو حديث مستقلّ , لأنّ مخرجه مغاير لحديث أبي هريرة، ولا يقدح أحدهما في الآخر , فيحمل على أنّهما واقعتان. كما أشار إليه النّوويّ والمحبّ الطّبريّ.
وقد وافق ابنُ أمّ مكتوم أبا هريرة على ذكر العشاء.
وذلك فيما أخرجه ابن خزيمة وأحمد والحاكم من طريق حصين بن عبد الرّحمن عن عبد الله بن شدّاد عن ابن أمّ مكتوم , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبل النّاس في صلاة العشاء , فقال: لقد هممت أنّي آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن الصّلاة فأحرّق عليهم بيوتهم. فقام ابن أمّ مكتوم فقال: يا رسولَ الله قد علمتَ ما بي؟ وليس لي قائد - زاد أحمد - وأنّ بيني وبين المسجد شجراً ونخلاً ولا أقدر على قائد كلّ ساعة. قال: أتسمع الإقامة؟ قال: نعم. قال: فاحضرها. ولَم يرخّص له , ولابن حبّان من حديث جابر قال: أتسمع الأذان؟ قال: نعم. قال: فأتِها ولو حبواً. وقد حمله العلماء على أنّه كان لا يشقّ عليه التّصرّف
(١) وتمامه عنده (٦٥٢) عن عبد الله، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممتُ أن آمر رجلاً يُصلِّي بالناس، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلفون عن الجمعة بيوتهم.