للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والصّريح في ذلك ما رواه النّسائيّ من حديث أمّ حبيبة , أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول كما يقول المؤذّن حتّى يسكت.

وأمّا أبو الفتح اليعمريّ فقال: ظاهر الحديث أنّه يقول مثل ما يقول عقب فراغ المؤذّن، لكنّ الأحاديث التي تضمّنت إجابة كل كلمةٍ عقبها دلَّتْ على أنّ المراد المساوقة، يشير إلى حديث عمر بن الخطّاب الذي عند مسلم (١) وغيره، فلو لَم يجاوبه حتّى فرغ استحبّ له التّدارك إن لَم يطل الفصل. قاله النّوويّ في شرح المهذّب بحثاً.

وقد قالوه فيما إذا كان له عذرٌ كالصّلاة، وظاهر قوله " مثل " أنّه يقول مثل قوله في جميع الكلمات، لكنّ حديث عمر أيضاً , وحديث معاوية (٢) يدلان على أنّه يستثنى من ذلك " حيّ على الصّلاة وحيّ


(١) صحيح مسلم برقم (٣٨٥) عن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله , قال: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلاَّ الله، قال: لا إله إلاَّ الله من قلبه دخل الجنة.
(٢) حديث معاوية - رضي الله عنه -. أخرجه البخاري (٦١٢ , ٦١٣) نحو حديث عمر الماضي
قال ابن حجر في " الفتح " (٢/ ١٢٤): أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لَم يخرّجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله كما أشار إليه الدارقطني، ولَم يخرّج مسلمٌ حديث معاوية , لأن الزيادة (الحوقلة) المقصودة منه ليست على شرط الصحيح للمبهم الذي فيها، لكن إذا انضمَّ أحدُ الحديثين إلى الآخر قوي جداً. وفي الباب أيضاً عن الحارث بن نوفل الهاشمي وأبي رافع - وهما في الطبراني وغيره - وعن أنس في البزار وغيره، والله تعالى أعلم. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>