للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نازع في ذلك الإسماعيليّ. فقال: خبر أنس إنّما هو في صلاة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - راكباً تطوّعاً لغير القبلة، فإفراد البخاري التّرجمة (١) في الحمار من جهة السّنّة لا وجه له عندي. انتهى.

وقد روى السّرّاج من طريق يحيى بن سعيد عن أنس , أنّه رأى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي على حمار , وهو ذاهب إلى خيبر. إسناده حسن.

وله شاهد عند مسلم من طريق عمرو بن يحيى المازنيّ عن سعيد بن يسار عن ابن عمر: رأيت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي على حمار , وهو متوجّه إلى خيبر.

فهذا يرجّح الاحتمال الذي أشار إليه البخاريّ.

فائدةٌ: لَم يبيّن في هذه الرّواية كيفيّة صلاة أنس، وذكره في الموطّأ عن يحيى بن سعيد قال: رأيت أنساً وهو يُصلِّي على حمار , وهو متوجّه إلى غير القبلة , يركع ويسجد إيماء من غير أن يضع جبهته على شيء ".

تكميلٌ: وقع عند السّرّاج من طريق عمرو بن عامر عن الحجّاج بن الحجّاج عن أنس بن سيرين بلفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُصلِّي على ناقته حيث توجّهت به.

فعلى هذا كأنّ أنساً قاس الصّلاة على الرّاحلة بالصّلاة على الحمار.

وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما مضى.


(١) ترجم عليه البخاري (باب صلاة التطوع على الحمار)

<<  <  ج: ص:  >  >>