للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع في رواية الكشميهنيّ " هنيهةً " بقلبها هاء، وهي رواية إسحاق والحميديّ في " مسنديهما " عن جرير.

قوله: (بأبي أنتَ وأمّي) الباء متعلقة بمحذوفٍ اسم أو فعل , والتّقدير أنت مفديٌّ أو أفديك، واستدل به على جواز قول ذلك، وزعم بعضهم أنّه من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -. (١)

قوله: (أرأيت سكوتك) كذا لمسلم , وللبخاري " إسكاتك " بكسر أوّله وهو بالرّفع على الابتداء.

وقال المظهّريّ شارح المصابيح: هو بالنّصب على أنّه مفعولٌ بفعلٍ مقدّرٍ , أي أسألك إسكاتك، أو على نزع الخافض. انتهى.

والذي في روايتنا بالرّفع للأكثر، ووقع في رواية المستملي والسّرخسيّ بفتح الهمزة وضمّ السّين على الاستفهام، وفي رواية الحميديّ " ما تقول في سكتتك بين التّكبير والقراءة " ولمسلم " أرأيت سكوتك ".

وكلّه مشعرٌ بأنّ هناك قولاً لكونه قال " ما تقول " ولَم يقل هل تقول؟ نبّه عليه ابن دقيق العيد. قال: ولعله استدل على أصل القول بحركة الفم كما استدل غيره على القراءة باضطراب اللحية.


(١) قال الشارح في " الفتح " (١٠/ ٦٩٨): استوعب الأخبارَ الدالةَ على الجواز أبو بكر بن أبي عاصم في أول كتابه " آداب الحكماء " وجزَمَ بجواز ذلك , فقال: للمرء أنْ يقول ذلك لسلطانه ولكبيره ولذوي العلم ولمن أحب من إخوانه غير محظور عليه ذلك , بل يثاب عليه إذا قصدَ توقيرَه واستعطافَه , ولو كان ذلك محظوراً لنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلَ ذلك , ولأعلمه أنَّ ذلك غير جائز أنْ يقال لأحدٍ غيره. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>