للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّكوع رفعهما كذلك , وقال: سمع الله لمن حمده , ربّنا ولك الحمد. وكان لا يفعل ذلك في السّجود. (١)

قوله: (حذو منكبيه) بفتح المهملة وإسكان الذّال المعجمة. أي: مقابلهما، والمنكب مجمع عظم العضد والكتف، وبهذا أخذ الشّافعيّ والجمهور. وهذا القول الأول.

القول الثاني: ذهب الحنفيّة إلى حديث مالك بن الحويرث عند مسلم، ففي لفظٍ له عنه " حتّى يحاذي بهما فروع أذنيه " وعند أبي داود من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر بلفظ " حتّى حاذتا أذنيه ".

ورجح الأوّل لكون إسناده أصحّ

القول الثالث: روى أبو ثورٍ عن الشّافعيّ , أنّه جمع بينهما , فقال: يحاذي بظهر كفّيه المنكبين وبأطراف أنامله الأذنين.

ويؤيّده رواية أخرى عن وائل عند أبي داود بلفظ: حتّى كانتا حيال منكبيه، وحاذى بإبهاميه أذنيه ". وبهذا قال المتأخّرون من المالكيّة فيما حكاه ابن شاسٍ في الجواهر.

لكن روى مالك عن نافعٍ عن ابن عمر , أنّه كان يرفع يديه حذو


(١) أخرجه البخاري (٧٠٢ ,٧٠٣ , ٧٠٥) ومسلم (٣٩٠) من طرق عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به.
وأخرجه البخاري (٧٠٦) من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر نحوه. وفيه زيادة الرفع بعد التشهد الأول. كما سيذكر في الشرح إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>