للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح، وقد قال: قولوا بالسّنّة , ودعوا قولي (١).

وأغرب الشّيخ أبو حامد في تعليقه , فنقل الإجماع على أنّه لا يشرع الرّفع في غير المواطن الثّلاثة.

وتعقّب: بصحّة ذلك عن ابن عمر وابن عبّاسٍ وطاوسٍ ونافع وعطاء كما أخرجه عبد الرّزّاق وغيره عنهم بأسانيد قويّةٍ.

وقد قال به من الشّافعيّة ابن خزيمة وابن المنذر وأبو عليّ الطّبريّ والبيهقيّ والبغويّ , وحكاه ابن خويز منداد عن مالكٍ. وهو شاذّ. (٢)

وأصحّ ما وقفت عليه من الأحاديث في الرّفع في السّجود. ما رواه النّسائيّ من رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث , أنّه رأى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في صلاته إذا ركع، وإذا رفع رأسه من ركوعه، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من سجوده حتّى يحاذي بهما فروع أذنيه.

وقد أخرج مسلم بهذا الإسناد طرفه الأخير (٣) كما ذكرناه قبل هذا، ولَم ينفرد به سعيد فقد تابعه همّام عن قتادة عند أبي عوانة في " صحيحه ".

وفي الباب عن جماعةٍ من الصّحابة لا يخلو شيءٌ منها عن مقال.

وقد روى البخاريّ في " جزء رفع اليدين " في حديث عليٍّ المرفوع


(١) قال الشيخ ابن باز (٢/ ٢٨٨): قد أحسن ابن خزيمة في هذا قدّس الله روحه , وهذا هو اللائق به رحمه الله.
(٢) أي: حكاية القول عن مالك.
(٣) أي: قوله (حتى يحاذي بهما فروع أذنيه)

<<  <  ج: ص:  >  >>