للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّه قرأ بهم في المغرب بـ (الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله).

ولَم أر حديثاً مرفوعاً فيه التّنصيص على القراءة فيها بشيءٍ من قصار المفصّل , إلاَّ حديثاً في ابن ماجه عن ابن عمر (١) , نصّ فيه على الكافرون والإخلاص، ومثله لابن حبّان عن جابر بن سمرة.

فأمّا حديث ابن عمر. فظاهر إسناده الصّحّة إلاَّ أنّه معلولٌ، قال الدّارقطنيّ: أخطأ فيه بعض رواته.

وأمّا حديث جابر بن سمرة. ففيه سعيد بن سماكٍ وهو متروكٌ. والمحفوظ أنّه قرأ بهما في الرّكعتين بعد المغرب.

واعتمد بعض أصحابنا وغيرهم حديث سليمان بن يسارٍ عن أبي هريرة , أنّه قال: ما رأيت أحداً أشبه صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلانٍ، قال سليمان: فكان يقرأ في الصّبح بطوال المفصّل وفي المغرب بقصار المفصّل. الحديث. أخرجه النّسائيّ وصحّحه ابن خزيمة وغيره.

وهذا يشعر بالمواظبة على ذلك، لكن في الاستدلال به نظرٌ.

نعم. حديث رافعٍ , أنّهم كانوا ينتضلون بعد صلاة المغرب. (٢) يدلّ


(١) سنن ابن ماجه (٨٣٣) حدثنا أحمد بن بديل قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ".
وصوَّب الدارقطني في " العلل " أنه عن ابن عمر , كان يقرأ ذلك في العشاء الآخرة، ولَم يرفعه.
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٩) ومسلم (٦٣٧) عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: كنا نُصلِّي المغرب مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينصرف أحدنا , وإنه ليُبصر مواقع نبله.
قال ابن حجر في " الفتح ": قوله (وإنه ليبصر مواقع نبله) بفتح النون وسكون الموحدة. أي: المواضع التي تصل إليها سهامه إذا رمى بها , وروى أحمد في " مسنده " من طريق علي بن بلال عن ناسٍ من الأنصار. قالوا: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب ثم نرجع فنترامى حتى نأتي ديارنا فما يخفى علينا مواقع سهامنا. إسناده حسن.
والنبل: هي السهام العربية. وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها. قاله ابن سيده. وقيل: واحدها نبلة مثل تمر وتمرة. ومقتضاه المبادرة بالمغرب في أول وقتها بحيث إن الفراغ منها يقع والضوء باقٍ. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>