للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تخفيف القراءة فيها.

وطريق الجمع بين هذه الأحاديث: أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان أحياناً يطيل القراءة في المغرب. إمّا لبيان الجواز. وإمّا لعلمه بعدم المشقّة على المأمومين.

وليس في حديث جبير بن مطعمٍ دليلٌ على أنّ ذلك تكرّر منه.

وأمّا حديث زيد بن ثابتٍ (١) , ففيه إشعارٌ بذلك لكونه أنكر على مروان المواظبة على القراءة بقصار المفصّل، ولو كان مروان يعلم أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - واظب على ذلك لاحتجّ به على زيدٍ، لكن لَم يرد زيدٌ منه فيما يظهر المواظبة على القراءة بالطّوال، وإنّما أراد منه أن يتعاهد ذلك كما رآه من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وفي حديث أمّ الفضل (٢) إشعارٌ بأنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الصّحّة بأطول من المرسلات لكونه كان في حال شدّة مرضه وهو مظنّة التّخفيف،


(١) أخرجه البخاري (٧٦٤) من طريق عروة عن مروان بن الحكم، قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار؟ وقد سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بطولى الطوليين.
(٢) أخرجه البخاري (٧٦٣) ومسلم (٤٦٢) عن ابن عباس - رضي الله عنه - , أنه قال: إن أم الفضل
سمعته وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا} , فقالت: يا بُني، والله لقد ذكّرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بِها في المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>