وعلى هذا. فالذي كان يؤمّ في مسجد قباءٍ غير أمير السّريّة. ويدلّ على تغايرهما.
أولاً. أنّ في رواية أنس , أنّه كان يبدأ بـ (قل هو الله أحدٌ) , وأمير السّريّة كان يختم بها.
ثانياً. في حديث أنس , أنّه كان يصنع ذلك في كل ركعةٍ , ولَم يصرّح بذلك في قصّة الآخر.
ثالثاً. في حديث أنس , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - سأله , وأمير السّريّة أمر أصحابه أن يسألوه.
رابعاً. في حديث أنس , أنّه قال: إنّه يحبّها فبشّره بالجنّة , وأمير السّريّة قال: إنّها صفة الرّحمن , فبشّره بأنّ الله يحبّه.
والجمع بين هذا التّغاير كله ممكنٌ , لولا ما تقدّم من كون كلثوم بن الهدم مات قبل البعوث والسّرايا.
وأمّا من فسّره بأنّه قتادة بن النّعمان فأبعد جدّاً , فإنّ في قصّة قتادة , أنّه كان يقرؤها في الليل يردّدها , ليس فيه أنّه أمّ بها لا في سفرٍ ولا في حضرٍ , ولا أنّه سئل عن ذلك ولا بشّر.
قوله: (فيختم بـ قل هو الله أحد) قال ابن دقيق العيد: هذا يدلّ على أنّه كان يقرأ بغيرها , ثمّ يقرؤها في كلّ ركعة وهذا هو الظّاهر، ويحتمل: أن يكون المراد أنّه يختم بها آخر قراءته فيختصّ بالرّكعة الأخيرة، وعلى الأوّل فيؤخذ منه جواز الجمع بين سورتين في ركعة. انتهى