فيه أنّه كان يقرن بين هذه السّور المعيّنات إذا قرأ من المفصّل.
قوله:(لأنّها صفة الرّحمن) قال ابن التّين: إنّما قال " إنّها صفة الرّحمن " لأنّ فيها أسماءه وصفاته، وأسماؤه مشتقّة من صفاته.
وقال غيره: يحتمل أن يكون الصّحابيّ المذكور , قال ذلك مستنداً لشيءٍ سمعه من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , إمّا بطريق النّصوصيّة , وإمّا بطريق الاستنباط.
وقد أخرج البيهقيّ في " كتاب الأسماء والصّفات " بسندٍ حسن عن ابن عبّاس , أنّ اليهود أتوا النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فقالوا: صف لنا ربّك الذي تعبد. فأنزل الله عزّ وجل (قل هو الله أحدٌ) إلى آخرها، فقال: هذه صفة ربّي عزّ وجل.
وعن أُبيّ بن كعب قال: قال المشركون للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - انسُب لنا ربّك، فنزلت سورة الإخلاص. الحديث، وهو عند ابن خزيمة في " كتاب التّوحيد " وصحّحه الحاكم. وفيه , أنّه ليس شيء يولد إلاَّ يموت , وليس شيء يموت إلاَّ يورث، والله لا يموت ولا يورث، ولَم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيءٌ.
قال البيهقيّ: معنى قوله " ليس كمثله شيءٌ " ليس كهو شيء، قاله أهل اللّغة قال: ونظيره قوله تعالى (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به) يريد بالذي آمنتم به , وهي قراءة ابن عبّاس، قال: والكاف في قوله " كمثله " للتّأكيد، فنفى الله عنه المثليّة بآكد ما يكون من النّفي. وأنشد لورقة بن نوفل , في زيد بن عمرو بن نفيل من أبيات: ودينك دينٌ