للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدد من غير تعرّض لنفي ما عداه , والأحد يثبت مدلوله ويتعرّض لنفي ما سواه، ولهذا يستعملونه في النّفي , ويستعملون الواحد في الإثبات، يقال ما رأيت أحداً ورأيت واحداً , فالأحد في أسماء الله تعالى مشعر بوجوده الخاصّ به الذي لا يشاركه فيه غيره.

وأمّا الصّمد فإنّه يتضمّن جميع أوصاف الكمال؛ لأنّ معناه الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلّها وهو لا يتمّ حقيقة إلاَّ لله.

قال ابن دقيق العيد قوله " لأنّها صفة الرّحمن ":

يحتمل أن يكون مراده , أنّ فيها ذكر صفة الرّحمن كما لو ذكر وصف فعبّر عن الذّكر بأنّه الوصف , وإن لَم يكن نفس الوصف , ويحتمل غير ذلك , إلاَّ أنّه لا يختصّ ذلك بهذه السّورة , لكن لعل تخصيصها بذلك؛ لأنّه ليس فيها إلاَّ صفات الله سبحانه وتعالى فاختصّت بذلك دون غيرها

قوله: (أخبروه أنّ الله يحبّه) قال ابن دقيق العيد: يحتمل: أن يكون سبب محبّة الله له محبّته لهذه السّورة.

ويحتمل: أن يكون لِمَا دلَّ عليه كلامه؛ لأنّ محبّته لذكر صفات الرّبّ دالة على صحّة اعتقاده.

قال المازريّ ومن تبعه: محبّة الله لعباده إرادته ثوابهم وتنعيمهم، وقيل: هي نفس الإثابة والتّنعيم.

ومحبّتهم له لا يبعد فيها الميل منهم إليه وهو مقدّس عن الميل،

<<  <  ج: ص:  >  >>